من طرف صلاح ادريس الجمعة أكتوبر 23, 2009 12:01 am
أبو أيوب الأنصارى .. مضيف الرسول .. محترف الجهاد .
ـــــــــــــــــــــــــ
أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..
فى جمعتنا المباركة هذه .. نتعطر بسيرة جميلة .. رائعة ..من سير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فصاحب سيرتنا أحد أبطال الإسلام .. وأخلصهم لله وإسلامه ..ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. لقد وضع صاحب سيرتنا كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام عينيه .. وفى قلبه .. فعاش هانئا .. سعيدا .. هادئا .. برغم كل ماخاضه من حروب وأهوال .. فقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
"واذا صليت فصل صلاةمودّع..
ولا تكلمن الناس بكلام تعتذر منه..
والزم اليأس مما في أيديالناس"...
فكانت تلك الكلمات .. دستوره .. ونبراسه .. وقد عاش وأستشهد ..وهذه الكلمات محفورة فى قلبه ..
إنه أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، حفيد مالكبن النجار..
*********
لم يكد يبصر جيش الاسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه، وحمل سيفه، وراح يبحثعن استشهاد عظيم طالما حنّ اليه واشتاق..!!
وفي هذه المعركةأصيب.
وذهب قائد جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاءالله..
فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية:
" ما حاجتك أباأيوب"؟ترى، هل فينا من يستطيع أن يتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أباأيوب..؟
*****
كان الرسول عليه السلام يدخل المدينة مختتما بمدخله هذا رحلةهجرته الظافرة، ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادّخر لها القدر ما لميدخره لمثلها في دنيا الناس.. وسار الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفهاوأفئدتها حماسة، ومحبة وشوقا... ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامها كليريد أن يستضيف رسول الله.. وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف، فاعترضوا طريقالناقة قائلين: " يا رسول الله، أقم عندنا، فلدينا العدد والعدةوالمنعة".. ويجيبهم الرسول وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة: " خلوا سبيلها فانها مأمورة". ويبلغ الموكب دور بني بياضة.. فحيّ بني ساعدة..فحي بني الحارث بن الخزرج.. فحي عدي بن النجار.. وكل بني قبيل من هؤلاء يعترض سبيلالناقة ، وملحين أن يسعدهم النبي عليه الصلاة والسلام بالنزول في دورهم.. والنبييجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة: " خلوا سبيلها فانهامأمورة.. لقد ترك النبي للمقادير اختيار مكان نزوله حيث سيكون لهاالمنزل خطره وجلاله.. ففوق أرضه سينهض المسجد الذي تنطلق منه الى الدنيا بأسرهاكلمات الله ونوره.. والى جواره ستقوم حجرة أو حدرات من طين وطوب.. ليس بها من متاعالدنيا سوى كفاف، أو أطياف كفاف!! سيسكنها معلم، ورسول جاء لينفخ الحياة في روحهاالهامد. وليمنح كل شرفها وسلامها للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.. للذين آمنواولم يلبسوا ايمانهم بظلم.. وللذين أخلصوا دينهم للله.. للذين يصلحون في الأرض ولايفسجون. أجل كان الرسول عليه الصلاة والسلام ممعنا في ترك هذا الاختيارللقدر الذي يقود خطاه.. من اجل هذا، ترك هو أيضا زمام ناقته وأرسله، فلا هويثني به عنقها ولا يستوقف خطاها.. وتوجه الى الله بقلبه، وابتهل اليهبلسانه:
" اللهم خر لي، واختر لي".. وأمام دار بني مالك بن النجاربركت الناقة.. ثم نهضت وطوّفت بالمكان، ثم عادت الى مبركها الأول، وألأقت جرانها. واستقرت في مكانها ونزل الرسول للدخول.. وتبعه رسول الله يخف به اليمنوالبركة.. أتدرون من كان هذا السعيد الموعود الذي بركت الناقة أمام داره،وصار الرسول ضيفه، ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظهالوافية..؟؟انه بطل حديثنا هذا.. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، حفيد مالكبن النجار.. لم يكن هذا أول لقاء لأبي أيوب مع رسول الله.. فمن قبل،وحين خرج وفد المدينة لمبايعة الرسول في مكة تلك البيعة المباركة المعروفة بـ بيعةالعقبة الثانية.. كان أبو أيوب الأنصاري بين السبعين مؤمنا الذين شدّوا أيمانهم علىيمين الرسول مبايعين، مناصرين. والآن رسول الله يشرف المدينة،ويتخذها عاصمة لدين الله، فان الحظوظ الوافية لأبي أيوب جعلت من داره أول داريسكنها المهاجر العظيم، والرسول الكريم. ولقد آثر الرسول أن ينزل في دورهاالأول.. ولكن ما كاد أبو أيوب يصعد الى غرفته في الدور العلوي حتى أخذته الرجفة،ولم يستطع أن يتصوّر نفسه قائما أو نائما، وفي مكان أعلى من المكان الذي يقوم فيهرسول الله وينام..!! وراح يلح على النبي ويرجوه ان ينتقل الى طابق الدورالأعلى فاستجاب النبي لرجائه.. ولسوف يمكث النبي بها حتى يتمّ المسجد، وبناءحجرة له بجواره..
ومنذ بدأت قريش تتنمّر للاسلام وتشن اغاراتها على دارالهجرة بالمدينة، وتؤلب القبائل، وتجيش الجيوش لتطفئ نور الله.. منذ تلكالبداية، واحترف أبو أيوب صناعة الجهاد في سبيل الله. ففي بدر، وأحدوالخندق، وفي كل المشاهد والمغازي، كان البطل هناك بائعا نفسه وماله لله ربالعالمين.. وبعد وفاة الرسول، لم يتخلف عن معركة كتب على المسلمين أنيخوضوها، مهما يكن بعد الشقة، وفداحة المشقة..! وكان شعاره الذي يرددهدائما، في ليله ونهاره.. في جهره واسراره.. قول الله تعالى: ) انفروا خفافاوثقالا(.. مرة واحدة.. تخلف عن جيش جعل الخليفة أميره واحدا من شبابالمسلمين، ولم يقتنع أبو أيوب بامارته. مرة واحدة لا غير.. مع هذا فان الندمعلى موقفه هذا ظل يزلزل نفسه، ويقول: " ما عليّ من استعملعليّ"..؟؟ثم لم يفته بعد ذلك قتال!! كان حسبه أن يعيش جنديافي جيش الاسلام، يقاتل تحت رايته، ويذود عن حرمته.. ولما وقع الخلاف بين عليومعاوية، وقف مع علي في غير تردد، لأنه الامام الذي أعطي بيعة المسلمين.. ولمااستشهد وانتهت الخلافة خعاوية وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة، الصامدة التقية لا يرجومن الدنيا سوى أن يضل له مكان فوق أرض الوغى، وبين صفوف المجاهدين..
وهكذا،لم يكد يبصر جيش الاسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه، وحمل سيفه، وراح يبحثعن استشهاد عظيم طالما حنّ اليه واشتاق..!! وفي هذه المعركةأصيب. وذهب قائد جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاءالله.. فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية: " ما حاجتك أباأيوب"؟ أهلى وناسى وأصدقائى الأعزاء ..ترى، هل فينا من يستطيع أن يتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أباأيوب..؟كلا.. فقد كانت حاجته وهو يجود بروحه شيئا يعجز ويعيي كل تصوّر، وكلتخيّل لبني الانسان..!! لقد طلب من يزيد، اذا هو مات أن يحمل جثمانه فوقفرسه، ويمضي به الى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو، وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشهعلى طول هذا الطريق، حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، فيدرك آنئذ أنهم قدأدركوا ما يبتغون من نصر وفوز..!! أتحسبون هذا شعرا..؟لا.. ولا هوبخيال، بل واقع، وحق شهدته الدنيا ذات يوم، ووقفت تحدق بعينيها، وبأذنيها، لا تكادتصدق ما تسمع وترى..!! ولقد أنجز يزيد وصيّة أبي أيوب.. وفي قلبالقسطنطينية، وهي اليوم اسطنبول، ثوى جثمان رجل عظيم، جدّعظيم..!!
وحتى قبل أن يغمر الاسلام تلك البقاع، كان أهل القسطنطينيةمن الروم، ينظرون الى أبي أيوب في قبره نظرتهم الى قدّيس... وانك لتعجب اذترى جميع المؤرخين الذين يسجلون تلك الوقائع ويقولون: " وكان الروم يتعاهدونقبره، ويزورونه.. ويستسقون به اذا قحطوا"..!! وعلى الرغم من المعاركالتي انتظمت فى حياة أبي أيوب، والتي لم تكن تمهله ليضع سيفه ويستريح، على الرغم منذلك، فان حياته كانت هادئة، نديّة كنسيم الفجر.. ذلك انه سمع منالرسول صلى الله عليه وسلم حديثا فوعاه: " واذا صليت فصل صلاةمودّع.. ولا تكلمن الناس بكلام تعتذر منه.. والزم اليأس مما في أيديالناس"... وهكذا لم يخض في لسانه فتنة.. ولم تهف نفسه الىمطمع.. وقضى حياته في أشواق عابد، وعزوف مودّع.. فلما جاء أجله، لميكن له في طول الدنيا وعرضها من حاجة سوى تلك الأمنية لتي تشبه حياته في بطولتهاوعظمتها: " اذهبوا بجثماني بعيدا.. بعيدا.. في ارض الروم ثم ادفنونيهناك"... كان يؤمن بالنصر، وكان يرى بنور بصيرته هذه البقاع، وقد أخذتمكانها بين واحات الاسلام، ودخلت مجال نوره وضيائه.. ************ومن ثمّ أراد أن يكونمثواه الأخير هناك، في عاصمة تلك البلاد، حيث ستكون المعركة الأخيرة الفاصلة، وحيثيستطيع تحت ثراه الطيّب، أن يتابع جيوش الاسلام في زحفها، فيسمع خفق أعلامها، وصهيلخيلها، ووقع أقدامها، وصصلة سيوفها..!! وانه اليوم لثاو هناك.. لايسمع صلصلة السيوف، ولا صهيل الخيول.. قد قضي الأمر، واستوت على الجوديّ منأمد بعيد.. لكنه يسمع كل يوم من صبحه الى مسائه، روعة الأذان المنطلق منالمآذن المشرّعة في الأفق.. أن: الله أكبر.. اللهأكبر.. وتجيب روحه المغتبطة في دار خلدها، وسنا مجدها: هذا ما وعدناالله ورسولهوصدق الله ورسوله.... ****** وإلى لقاء جديد فى الجمعة القادمة إن أمد الله فى عمرنا .. فأنتظرونى .. بقلـــم صــلاح إدريــس
|
|
|
السبت يونيو 11, 2011 5:35 pm من طرف نوبيون
» طلب لعبه جوست رايدر
الأحد فبراير 27, 2011 7:01 pm من طرف abdo
» حفله بلاك تيما
الأربعاء نوفمبر 17, 2010 7:52 pm من طرف موكا ابوسمبل
» الصوم
الثلاثاء أغسطس 03, 2010 11:01 am من طرف علاء المدينة المنورة
» بكت عندما قال لها زوجها احبك
الثلاثاء يونيو 01, 2010 10:10 pm من طرف نورة
» اكبر جرح في الدنيا كلهااااااا.
الثلاثاء يونيو 01, 2010 9:55 pm من طرف نورة
» قصة قصيرة يقف لها شعر الراس
الثلاثاء يونيو 01, 2010 9:40 pm من طرف نورة
» قصه قصيره جننت كل من قرأها
الثلاثاء يونيو 01, 2010 8:45 pm من طرف نورة
» كيف تحرق الدهون
الجمعة مايو 07, 2010 4:58 pm من طرف نونا